تذكرت كيف عبر الحب التخوم واجتاز البلدان
وأنارت بقلوب أصحابه الأماكن وتزينت بها الأيام
وأشرقت بأحداثها صفائح التاريخ ...أيام كان الحب...وكانت الدنيا لا يزال فيها من الوفاء بقية
ومن صفاء النفوس نصيب... ومن حياة القلوب مقدار.............
ثم تذكرت الحب
والدهر يهينه بضرباته ويقذفه بنكباته.... .............تذكرته والألسن تمتهن ذله وإذلاله وتلويه في قيوده وأغلاله... وتأسره في مجون كاذب وهي تعبث بمعانيه وتتسلى بأهدافه لتبيعه بالمدح و الخداع وتضحك به على قلوب طاهرة بريئة
تذكرته
والناس يمجدون الأهواء في حبهم ويعظمون المظاهر والأموال في عشقهم.....و يستعلون على البرية من مدنهم وهم يحبون بماديتهم ومصالحهم ....قبل أن يحبوا بأرواحهم وأخلاقهم ومبادئهم
تذكرته
حينما سخروا بالرجال تذكرته حينما قالت برافو وهي لا تعي ما تقول وهما لا يعرفان من وجها إليه الخطاب..فقلت لهما إن الكبر ليس غريزة من الغرائز التي تلزم الإنسان فقد تبدي وساوس الضعف للمرء من الأوهام أكثر مما تجليه له من الحقائق فالناس إن اتهمت... يا أخي ويا أختي ليسوا سواء
تذكرته
والصدق رق في خطاب المتحدثين وتصرفات المتكلفين......................... صعاليك الكلام....
تذكرته
وقد ذلت الهمم وسفلت المروءة ..وادعى صدق الحب من هو عاري من الفضيلة متصنعا لمكارم الأخلاق.... إما خوفا من الناس أو طمعا فيهم
......تذكرت كيف........
وقلت ما كانت المخاوف يوما ولا المطامع من تحمي الحب ولا الآداب
تذكرته
وقد غاب الفاضلون خلف المتخلقين بصفات الفضيلة ...ليغيب هؤلاء خلف عواء سماسرة العواطف و شركاء سوء الأخلاق التي يزعمون أنهم يمقتونها وهم بالشرف يقتلون الشرف ويطعنون العفة بالعافية
تذكرته
وقد اسكنه الناس الأوراق والأساطير وجعلوه خبرا قديما يحكى... وحديثا من الغابر يروى حتى صارت من ثقافة أنصاف المتعلمين المضمرة - من الغباء أن تحب -......
تذكرته
... وقد مله زعماؤه... وخانه أدباؤه وضيعوه بين الأمرين.... و ظلموه في الغايتين... إما أن يموت ويهلك... فلا يبعث من جديد... وإما أن يحيا حياة مادية لا حياة روحية...........
تذكرته
وأحزنني ما آلت إليه القلوب وهبطت إليه النفوس ... كحزن شيخ تذكر الصبا ....وعاودته أيام الشباب...ونجاه الشوق من وراء الدجى...فانبعثت عبراته انبعاث أيامه الخوالي...التي شهدت للحب مشاهدا وسمعت للغرام أناشيدا وألحانا... فأمضاه منها ما يمض كل عاشق مفارق تذكر الحي والطلل تذكر الديار والرحيل... والسفر.... تذكر ما كان ناسيا...وخلا إلى ركنه فغلبته الدموع واستعبر.
تذكرته
وأنا اسلم سلاما حارا بكل ألوان الحب على المغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب
اتبعه بسلام مثله على
المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرق وعلى كل العروبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة إلى الذين أحبو بالوفاء أوطانهم وثبّتو بالصدق ود أحبابهم وعاشوا يحبون الإنسانية ومن حولهم دون أن يتعصبوا لجغرافيا ولا لأمجاد... ولا... لأوغاد.. ولم يهزموا من داخل أنفسهم ولم تهزمهم وقائع الحياة ....تذكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرته ....
